مرحبا بكم تمهيد: محبة الناس فضيلة أخلاقية سامية, وكرههم تنتج عنه عواقب وخيمة, لذا يجب على الإنسان ألا يبغض الآخرين وأن يجعل من محبته لهم وسيلة لتهذيب طباعهم وتغيير سلوكهم ومواقفهم منه.
إذا كانت محبة الأهل أو الجار أو القريب فضائل النفس الإنسانية ترق بها وترقى, فهل كره البعيد والمخالف هو الوسيلة المثلى لتحويل كراهيته إلى محبة ؟ ومخالفة إلى موافقة ؟ ومعاداته إلى مصافاة ؟
ماذا لو بحث الناس عن أسباب وقوع سواهم في الخطأ أو مخالفتهم لهم, في بعض طبيعة البشر بما جبلوا عليه من نقص, لا بسبب إرادة الشر لديهم, لو ملكوا حرية الاختيار؟
ماذا لو أخذ الإنسان بالقول المنسوب إلى عمر رضي الله عنه ((أعقل الناس أعذرهم للناس )) ؟ ماذا لو بلغ الناس هذا الأفق الإنساني النبيل ؟ هل ستقوم كل هذه الحروب وتقع كل هذه المآسي, وتراق كل هذه الدماء, وتجري أنهار من الدموع, لو كان الناس أكثر توادا وتسامحا, بل لو كانوا أطوع لصوت العقل وقانون الأخلاق ؟
إن أكبر العوامل التي حصدت بسببها نفوس, وأريقت دماء وأزهقت أرواح, هو عامل الكراهية على مدى التاريخ, وإن فرسان الكراهية لم يجدوا وقودا أفضل, ولا سلاحا أقتل من النار التي تشعلها الكراهية وتتغذى بها, أو السلاح الذي تكون الكراهية ذخيرته حتى كاد العالم يزيل بها وأوشكت البشرية أن تفنى وتنقرض.
لقد كانت الكراهية هي النار والوقود والسلاح والذخيرة التي فتك بها أو بسببها أعداء البشرية بضحاياهم, وأبادوهم, أو قهروهم وسلبوا حقوقهم, أقبلوا على ذلك وصنعوه بكل التلذذ والشهوة فيه, والافتخار به والتسابق إليه.
أوليس الحروب الصليبية وهمجية التتار وما صنعه ميلوسفتش وقواته بالألبان إلا أمثله لما تختزنه نفوس بعض البشر من شرور وآثام أشعلتها الكراهية بسبب العرق أو الدين أو رفض الآخر الفناء والذوبان.
راشد المبارك / مجلة العربي , العدد 493 (بتصرف)
المعجم والدلالة: الوسيلة المثلى: الطريقة الأفضل . المصافاة: إخلاص الود. جبلوا عليه: فطروا عليه . تراق الدماء: تسفك . فتك: بطش .
حكمة نتعلمها : لاضير علينا إن قبسنا وأمعنا في الاقتباس, فقد سبق أن أعطينا وأمعنا في العطاء, إننا مطالبون أن نلحق بمن سبقنا لنعيش هذا العصر, بخيره وشره فذلك خير لنا من أن نكون شهودا عليه أو أتباعا لصناعه.
عبرة لمن يعتبر: إن كل هذه الأشياء تجعلنا نعتقد أننا الأفضل ولأميز بين الناس لا كن إن تعمقنا في أنفسنا وفي حضارتنا لوجدنا أننا في ظلام حالك وجهل مرعب, خذ العبرة من الذين سبقوك ترى العلم منارة الحياة , تمسك بثقتك وعزمك على تحقيق النجاح ولو كانت لمحة تبين لك ضوء العلم , سر على طريق سهلة مستقيمة ترى نفسك متميزا بفضلها, لا تعتمد على غيرك مستغلا عطفهم عليك , كن من الأوائل وتمسك بالعلم والمعرفة حتى تحقق مطالبك ففرحتك فرحتنا وحزنك حزننا وليكن شعارنا في الحياة ديننا وعلمنا .
وأقول مبروك لناجحين
موضوع: عواقب الكراهية 
السبت يوليو 10, 2010 11:13 am
